أن تكتب كلمة عن سماحة العلامة فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه أمر صعب فليس من اليسير لمثلي أن يقول ما يعبر عن حق وجب الوفاء به لعلم من أعلام الإسلام في هذا العصر خشية التقصير أو عدم بلوغ المقصد الذي من أجله أكتب.
فحق الشيخ عظيم لا يمكن لسطور معدودات أن تفصح عنه، كيف لا وهو مؤسس القضاء الشرعي في دولة قطر ومنظمه ورئيسه وهو عالم قطر وفقيهها وخطيبها فمنذ نشأة رئاسة المحاكم الشرعية سنة 1378هــ "1958م" وهو رئيسها حتى عام 1995م
كيف لا وقد نيفت مؤلفاته على خمس وأربعين ما بين رسالة وكتاب.
إنني من هنا أدعو إلى وضع مؤلف خاص يتناول سيرة الشيخ في الجوانب المتعددة التي تشكل حياته المباركة العلمية والعملية والاجتماعية يساهم في تأليفه أبناؤه وتلاميذه والأحياء من معاصريه وألصق الناس به من القضاء والعلماء والوجهاء والعامة ومن كتبه والعاملين معه.
وأن يشمل الكتاب الحوادث والحكايات والنوادر المواقف التي تعبر عن حياة الشيخ وخاصة ما يتميز به من صفات اشتهرت عنه كقوة الحفظ وسعة العلم والذكاء وسرعة البديهة وما يخالط ذلك من طرائف المواقف ونحوها ثم تتولى نشر هذا الكتاب إحدى المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وأحسب أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هي المعنية بالدرجة الأولى بذلك لاعتبارات كثيرة.
ويشرف إدارة الشؤون الإسلامية تخصيص هذا العدد من صفحتها في جريدة "الشرق" الغراء لتسليط بعض الأضواء ونقل بعض الانطباعات حول جوانب من حياة سماحة الشيخ عبد الله رحمه الله.
ونحن ندرك أننا لا نعطي الشيخ حقه ولكنها تعبير رمزي نحاول به في هذا الاتجاه ولعلنا من خلاله ننطلق لتحقيق ما ذكرناه آنفا من فكرة تأليف كتاب عن حياة الشيخ وآمل في إجابة هذه الدعوة لنجعل تلك الفكرة حقيقة واقعة.
وهذا والله أقل ما يمكن تقديمة من حقوق وواجبات لازمة نحو سماحة الوالد الكريم صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى وأحسن مثواه وجعل الجنة مقامة.
انتهى