متقدم

من كتاب "‌الحِكَم الجامعة "

يقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣ [طه 123] أي لا يضل في سعيه، ولا يشقى في حياته ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا - أي في حياته - ﴿وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ [طه: 124] أي بعد وفاته.
وهذه المعيشة الضنك، يُبتلَى بها كل من أعرض عن عبادة ربه، ونسي أمر آخرته، حتى ولو كان عنده ما عنده من العقارات الثمينة، والتجارات العظيمة، والنقود المودعة في البنوك، فإنه يُبتلَى بهذه المعيشة الضنك كأنه فقير ذاتٍ، فقير حياة، فقير من الحسنات، فهو لا يؤجر على فقره، فلا تغتروا بما ترونه من حسن بِزَّتِه[أي هيئته]، وجمال ثيابه. فإن الأنكاد والأكدار والشرور والأضرار محيطة به من جميع جهاته، فتنكد عليه حياته، وتكدر صفو لذاته.



من كتاب "‌الحِكَم الجامعة "
الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله

https://ibn-mahmoud.com/books/1763?index=992