متقدم

من كتاب "الحِكَم الجامعة "

فالوالد مدرسة لأولاده، وداعية إلى الاقتداء بأفعاله. فإن ترك الوالد الصلاة تركها أولاده. وإن شرب المسكرات شربها أولاده، أو شرب الدخان شربه أولاده. والتجربة المشاهدة في الحاضرين أعظم تصديق لوصايا الدين. فقد رأينا الأولاد الذين أهمل آباؤهم تربيتهم، رأيناهم من أسوأ الناس سيرة، وأفسدهم سريرة، رأيناهم يتقلبون فيما يعود بالضرر عليهم في حالهم ومالهم ومآلهم قد أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، واستخفوا بحرمات الدين واتبعوا غير سبيل المؤمنين.
أما الذين تولى آباؤهم تربيتهم، وزاولوهم على الحضور إلى المساجد للصلاة معهم، رأيناهم من أحسن الناس سيرة، وأصلحهم سريرة، رأينا أعمالهم بارة وأرزاق الله عليهم دارة ﴿ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ١٨ [الزمر: 18].



من كتاب "الحِكَم الجامعة "
الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله

https://ibn-mahmoud.com/books/1763?index=993