(فصل)
وأمر الملك قسطنطين ألا يسكن يهودي بيت المقدس ولا يجوز بها ومن لم يتنصر فإنه يقتل.
فتنصر من اليهود خلق كثير وظهر فيهم النصرانية، فقيل للملك: إن اليهود يتنصرون خداعاً فزعاً من القتل وهم على دينهم. فقال الملك: كيف لنا أن نعلم المتنصر الحقيقي من اليهودي؟، فقال له بلس: إن الخنزير حرام في التوراة وإن اليهود لا يأكلون لحم الخنزير، فأمر أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتطعمهم منها، فمن لم يأكل منهم منها علمنا أنه مقيم على دين اليهودية.
فأمر الملك بذبح الخنازير وطبخها وأن تقطع صغاراً وتوضع على أبواب الكنائس يوم أحد الفصح وكل من خرج من الكنيسة فإنه يلقم لقمة من لحم الخنزير ومن لم يأكل منه فإنه يقتل وكتب إلى جميع مملكته بذلك، فقتل لأجل ذلك خلق كثير.
واليهود اليوم قد التحق بعقيدتهم كل من دبَّ ودرج من سائر الأمم من أمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا واليونان وبريطانيا وعبدة الأوثان وسائر الطوائف والأمم وكلهم ليسوا من بني إسرائيل.