[مهاجمة "نصر الله" لابن كثير]
ثم ذكر تفسير ابن كثير وقال: إنه أقل التفاسير احتواء للإسرائيليات، لكنه رغم ذلك نراه يقع في شَرَك الإسرائيليات وخلفياتها الفكرية فينكر أي رواية تنص على ما يخالفها أو ينقضها، كما أنكر القول الصحيح الذي قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ ٤٠﴾ [يس: 40] أي بين السماء والأرض فعده ابن كثير من الغريب جدًّا. قال: الواقع أن ابن كثير يعتمد في تفسيره على الروايات والأقوال أكثر من اعتماده على اللغة والاجتهاد الخاص فهو ناقل لجملة تفاسير يقول بها غيره وليس بمفسر مجتهد إلا فيما ندر من ترجيح أو اجتهاد... انتهى.
وأقول: إنه لو اقتصر في لومه على ابن كثير فحسب لكان أسهل، لكنه تعدى فبغى وطغى على جميع علماء المسلمين من المفسرين المتقدمين والمتأخرين، فسجل عجزهم عن فهم القرآن المبين وعن فهم اللغة العربية، وأنه لم يكن لهم دور في الفهم المستقل للآيات الكونية... وأشار إلى أنه سيصنع منهجًا جديدًا في التفسير يعتمد على التحليل وفهم القرآن عن طريق دراسة اللغة العربية.
يريد بذلك تفسيرًا يخرج القرآن عن معانيه الصحيحة المتبادرة إلى الأذهان وإلى ما يسبق إليها فهم كل إنسان، ولا علاقة لها بالدين؛ بالأحكام ولا أمور الحلال والحرام... وإنما يتمحض في العلوم المادية والكشوف الكونية والنجوم الخفية وسائر علوم الفلك والطبيعة كتفسيره بوارق الضلال.
وإننا لم نر في سائر كتب المؤلفين المخالفين للمسلمين في الدين أبشع ولا أشنع من هذا الكتاب الذي استخرجه محمد عزت نصر الله وانتهك فيه حرمات جميع المسلمين وجميع المفسرين من المتقدمين والمتأخرين حتى الصحابة والتابعين.
... وإنه لا يحل لحكام المسلمين وعلمائهم أن يسمحوا بدخول هذا الكتاب إلى بلادهم اتقاء الفتنة به واتقاء تأويله وتحريفه.
يا فرقة جهلت نصوص نبيها
وقصوده وحقائق القرآن
فسطوا على أتباعه وجنوده
بالبغي والتكفير والطغيان