الغلاف
مجموعة رسائل الشيخ
عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى
الطبعة الرابعة
1441هـ - 2020م
المجلد الأول
العقائد
(5) إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سائر الأنبياء.
أما بعد:
فقد جرى على ألسنة العلماء والعوام، مما دخل في ضمن عقائد الإسلام، التعريف عن مراتب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؛ فقالوا: إن الرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، والنبي: هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه. وقالوا: كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً. وقالوا: إن رسول الله ﷺ نُبِّئَ باقرأ، وأُرسل بالمدثر.
معنى ذلك أن الرسول في حالة الفترة من نزول ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١﴾ [العلق: 1] إلى نزول ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ ١﴾ كان نبيًّا ولم يكن رسولاً. وقد قيل: إن هذه الفترة أربعون يومًا.
وقد صار هذا من العقائد الثابتة في قلوب الناس والتي لا مجال فيها للمماحلة والالتباس بين العام والخاص.