متقدم

فهرس الكتاب

 

(89) نموذج رابع للخطبة الأخيرة

الحمد لله اللطيف، الذي بلطفه تنكشف الشدائد، الرؤوف الذي بعطفه تتواصل النعم والفوائد، وبالقيام بأوامره ونواهيه تزكو النفوس وتطهر عن درن الرذائل.

وأشهد أن لا إله إلا الله الذي له في كل شيء آية تدل على أنه إله واحد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فيا عباد الله، قد غلب على النفوس الطمع فأهلكها، واستولت على القلوب كثرة الذنوب فسودتها، فأجلوا سوادها بالتوبة والاستغفار، والمحافظة على فرائض الليل والنهار، وأصلحوا فساد أعمالكم، يصلح الله أحوالكم، وصلوا أرحامكم يوسع الله في أرزاقكم، ويبارك لكم في أعماركم وأموالكم، وأحسنوا إلى ضعفائكم، يرفع الله في درجاتكم، فمن رحم رُحم، ومن وصل وُصل، ومن ظلم قصم، ومن أرخى عنان شهوته في المحرمات، وشرب المسكرات قد خسر وندم، ومن حافظ على الصلوات وأدى الزكاة، قد ربح وغنم، واجتنبوا البغي والعدوان، والحقد والحسد، واعلموا أن الحسود لا يسود، ولا يناله من حسده إلا الهم والغم، والكمد والنكد، وتيقنوا أن كل إناء ينضح بما فيه، ومن حفر لأخيه بئرًا وقع لا شك فيه، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن ضار ضار الله به، ومن شق شق الله عليه، ومن قام لله فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فهو منصور، ومن سكت وداهن فهو مخذول، وكل امرئ مجازى بعمله يوم النشور.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين.