متقدم

فهرس الكتاب

 

(86) نموذج للخطبة الثانية

الحمد لله الذي علا فوق جميع مخلوقاته وارتفع، أعطى ومنع، وخفض ورفع، أحمده حمد من تاب إليه ورجع، وأشهد أن لا إله إلا الله يجيب المضطر ويسمع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى الثقلين أجمع، اللهم صل على نبيك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فيا أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، تنصروا وترزقوا وتجبروا، واعلموا أنكم في ممر الليل والنهار في أعمار منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، والدنيا مزرعة الآخرة، من زرع فيها خيرًا حصد خيرًا، ومن زرع فيها شرًّا حصد شرًّا. ولكل زارع ما زرع، وغدًا توفى النفوس ما عملت، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ٢٨١ [البقرة: 281].

فأفيقوا من رقدتكم، وتوبوا من زللكم، وحافظوا عل فرائض ربكم، ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ١ [الأنفال: 1].

﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ ١٠ [الحشر: 10]، ﴿سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠ وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ ١٨١ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ١٨٢ [الصافات: 180-182].