(78) الرّجال قوّامون على النسَاء
إن قضية المرأة بمقتضى دخولها مع الزوج بالنكاح الشرعي تعتبر بأنها قد دخلت في العقد برضاها واختيارها على التزام رئاسة الزوج عليها، بدون هضم ولا ضيم، ولا إسقاط لها عن كرامتها، ولا عن إنسانيتها، وقد سمى الله الزوج سيدًا في كتابه الحكيم، فقال تعالى: ﴿وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِ﴾ [يوسف: 25] كما سماها الله الصاحبة بالجنب، وقد أثبت الله سبحانه القوامية للرجال على النساء فقال: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ﴾ [النساء: 34]، وهذه القوامية، وهذه السيادة، هي المعنية بقوله: ﴿بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ﴾ من كون الرجل أقدر من المرأة على الحماية والرعاية والكسب، ﴿وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ﴾ أي بما بذل لها من المهر، والنفقة عليها، وهي المشار إليها بقوله: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةٞ﴾ [البقرة: 228] إذ ليس الذكر كالأنثى؛ فبعض العلماء قال: إنه من أجل ضعفها، ونقص رأيها في تصرفاتها، كما هو الغالب على أكثر طبائع النساء. ولا ينفي هذا النساء الذكيات العاقلات، اللاتي لهن حظ من القوة والكياسة، وحسن التصرف والسياسة، فبعض النساء تَفْضُل إحداهن زوجها في العلم والعقل، والذكاء والفطنة، والقدرة على الكسب، وهذه تعد من النادر الذي لا يبنى عليه قاعدة؛ لأن النادر لا حكم له، وإنما الاعتبار بالأغلب، والعادة السائدة من طبائع النساء، والنساء عبر كل القرون الطويلة، وإلى حد الآن، مهما بلغت إحداهن من الذكاء والفطنة، فإنهن يعتقدن، ويعرفن شدة حاجتهن إلى الرجال في الرعاية والحماية والقيام بالكفالة والكفاية، حتى إن النساء في بعض الأمم يعطين الرجل المهور، ويشاطرنه النفقة، ليكنَّ تحت رئاسته ورعايته، للعلم بشدة حاجتهن إليه، وكون رعاية الرجل بالمرأة على قدر حظوتها عنده، وميله إليها، وقد قيل: مسكينة امرأة بلا زوج. وتدعى الأيم، والأرملة، بحيث تحيط بها الكآبة والمسكنة، فالمرأة التي يأخذها الحرص على العمل للكسب، أو على العلم والتعليم، إلى أن تفنى زهرة شبابها بدون زوج ولا أولاد، فإنها في الغالب تندم في آخر عمرها أشد الندم، وتبدي الحسرة والأسف على ما فات من دهرها بدون زوج يؤنسها، وبدون نسل يرثها، وتُذْكَر به بعد موتها.
لهذا يعد من الشطح والشطط، وقوع هذا الجدال والصخب، من أنصار المرأة بالباطل، حيث يطالبونها بالخروج من بيتها للعمل، ويحسنون لها ذلك مع معرفة كل عاقل بما ينجم عن هذا الشيوع من الأضرار والمفاسد الكبار، وإهمالها حقوق زوجها وتربية عيالها، وإصلاح شؤون بيتها، فهم يضرونها من حيث يريدون نفعها، ويريدون جعلها بمثابة الأنعام السائبة التي تسرح وترتع حيث شاءت، كحالة المرأة الغربية على حد سواء، تريد حياتها، ويريدون موتها.
أبتغي إصلاح سعدى بجهدي
وهي تسعى جهدها في فسادي
ولما تنبه أهل أوروبا إلى إصلاح شؤونهم الاجتماعية، وترقية معيشتهم المدنية، وعرفوا فساد تربية نسائهم، وفساد تعلمهن، وأن الأدواء الاجتماعية، والأمراض المدنية، قد ظهر أثرها بشدة على حضارتهم، وصارت تهددهم بفساد أحوالهم، وقلة مالهم، وانقراض نسلهم وعيالهم، وتقويض دعائم صنائعهم وأعمالهم، وقد ظهر أثر ذلك جليًا في الغرب، بحيث دخل عليهم هذا الضعف، وقلة النسل تدريجيًّا، فلما عرف ذلك بعض كتابهم، وبعض الكاتبات الذكيات من النساء، أخذوا يصرخون بفضل دين الإسلام، ويتمنون الرجوع إلى تعاليمه، وتربية نسائهم عليه، ودونك الشاهد المشاهد للواقع، والحق ما شهدت به الأعداء، ونحن نسوق بعض أقوالهم؛ للاتعاظ بها، وأخذ الاعتبار منها، وخير الناس من وعظ بغيره.
قال العلامة الإنجليزي (سامويل سمايلس) وهو من أركان النهضة الإنجليزية: إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ عنه من الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية؛ لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية، ويسلب الزوجة من زوجها، والأولاد من أقاربهم، وصار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية، هي القيام بالواجبات المنزلية، مثل ترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها، مع القيام باحتياجاتهم البيتية.
ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث أصبحت المنازل غير المنازل، وأضحت الأولاد تشب على عدم تربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وصارت معرضًا للتأثيرات التي تمحو غالبًا التواضع الفكري، والتودد الزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة[347].
ونشرت جريدة (لاغوس ويكلي ركورد) نقلاً عن جريدة (لندن ثروت) قائلة: إن البلاء كل البلاء في خروج المرأة عن بيتها إلى التماس أعمال الرجال، وعلى أثرها يكثر الشاردات عن أهلهن، واللقطاء من الأولاد غير الشرعيين، فيصبحون كلًّا، وعالة، وعارًا على المجتمع، فإن مزاحمة المرأة للرجال ستحل بنا الدمار؛ الم تروا أن حال خلقتها تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل، وعليه ما ليس عليها؟[348].
ونشرت الكاتبة الشهيرة (مس اني رود) في جريدة (الاسترن ميل): لأن يشتغل بناتنا في البيوت خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين؛ فيها الحشمة والعفاف والطهارة، تنعم المرأة بأرغد عيش، تعمل كما يعمل أولاد البيت، ولا تُمَسُّ الأعراض بسوء، نعم إنه لعار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية، من القيام في البيت، وترك أعمال الرجال، سلامة لشرفها[349].
ونشرت الكاتبة الشهيرة (اللادي كوك) بجريدة (الايكوما) وهذا نص المقالة: إن الاختلاط يألفه الرجال، وقد طمعت المرأة فيه بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط، تكون كثرة أولاد الزنا، وهنا البلاء العظيم على المرأة، فالرجل الذي علقت منه، يتركها وشأنها تتقلب على مضجع الفاقة والعناء، وتذوق مرارة الذل والمهانة والاضطهاد من الحمل وثقله، والوحم ودواره، أما آن لنا أن نبحث عما يخفف إذا لم نقل عما يزيل هذه المصائب العائدة بالعار على المدنية الغربية؟!.
يا أيها الوالدان، لا يغرنكما بعض دريهمات تكسبها بناتكما باشتغالهن في المعامل، ومصيرهن إلى ما ذكرنا.
علموهن الابتعاد عن الرجال. أخبروهن بالكيد الكامن لهن بالمرصاد. لقد دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج من حمل الزنا أنه يعظم ويتفاقم، حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال، الم تروا أن أكثر أمهات أولاد الزنا هن المشتغلات في المعامل، والخادمات في البيوت، ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية لإسقاط الحمل، لرأينا أضعاف ما نرى الآن.
لقد أدت بنا هذه الحالة إلى حد من الدناءة لم يكن تصورها في الإمكان، حتى أصبح رجال مقاطعات بلادنا لا يقبلون المرأة زوجة شرعية، وهذا غاية الهبوط بالمدنية. انتهى[350].
وإنما سقنا هذه المقالات التي هي بمثابة الشهادات لإقناع الشباب والشابات المفتونين بتقليد أوروبا في عاداتها، وفساد أخلاقها، والسير على منهاج أعمالها في التساهل في الفسق، كدأب المتفرنجين في التسليم للأمم القوية والتقليد لها.
وقد قلنا في (رسالة الخليج في منع الاختلاط): إن هذا الاختلاط الذي ننصح بمنعه وعدم إقراره أنه يفضي بأهله إلى أشر غاية، وأسوأ حالة، فلا ينبغي أن نغتر بمن ساء فهمه، وزل قدمه في الغرق في إثمه، فإنه لا قدوة في الشر، فإن غشيان النساء لهذه الجامعات والأعمال والمعامل، هو من أقوى الوسائل لتعرف الفساق بهن وإغوائهن، والفساق هم الذين يحرصون على هذا الاجتماع بالنساء، فلا ينبغي أن نغش أنفسنا، ونتعامى عما يترتب عليه من فساد الأخلاق والآداب.
تدخل البنت العذراء المصونة المحصنة هذا المجتمع المختلط، وهي في غاية من النزاهة والعفة والحياء، فتقعد مقعد المرأة البرزة، بحيث تكون في متناول كل ساقط وفاسق، فيوجه السفهاء والفسقة إليها أنظارهم وأفكارهم، ويسترسلون معها في حديث الهزل والغزل، ويعملون لها وسائل الإغراء والإغواء، لا سيما إذا كانت ذات حسب وجمال، فلا تلبث قليلاً حتى تلقي عن نفسها جلباب الحياء والحشمة، وتزول عنها العفة، وتنحل منها رابطة العصمة، ثم تميل إلى الفاحشة المحرمة؛ لأنها ناقصة عقل ودين ومشبهة عقولهن بالقوارير، والشباب قطعة من الجنون. ومن العصمة أن لا تقدر، والمعصوم من عصمه الله. ومتى كثر الإمساس قل الإحساس.
قالت عهدتك مجنونًا فقلت لها
إن الشباب جنون برؤه الكبر
والمسؤولون عن هذا أمام الله والناس هم الأمراء والزعماء الذين يجب عليهم منع اختلاط الجنسين، اتقاء الفتنة، وقد قرر العلماء بأن المجموع الذي يتضمن المحظور يكن محظورًا. وأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. فلأجله يجب النهي والانتهاء عن مثل هذا؛ لأنه يجر إلى فنون من المضار المتنوعة، متى اعتادها النساء أصبحن لا يرون بها بأسًا، وزال بها عنهن الأدب والحشمة، والعفة والدين.
إن أكبر أمر تخسره المسلمة الخفرة في هذا الاختلاط، هو خسرانها للحياء الذي هو بمثابة السياج لصيانتها وعصمتها. فالحياء يحسبه بعض الناس هينًا، وهو عند الله عظيم. وفي البخاري أن النبي ﷺ قال: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ»[351]. وقال: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»[352]؛ لأن الحياء ينحصر في فعل ما يجملها ويزينها، واجتناب ما يدنسها ويشينها، والحياء مقرون به البهاء والجلال والجمال كما أن عدم الحياء من لوازمه ذهاب البهاء والجمال والجلال، ترى المرأة الملقية لجلباب الحياء في صورة قبيحة وقحة مترجلة، لا تدري أهي رجل أو امرأة وقد قيل:
فلا وأبيك ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
إن الحياء كله خير وحسن، لكنه في النساء أحسن.
وإذا أردت أن تعرف خسارة فقد الحياء، فانظر إلى بعض البلدان التي هجر نساؤها الحياء، وتجافين عن التخلق به، واعتقدن أن الإنسان حيوان، ترى فيهن العجب؛ من فساد الأخلاق والآداب، ونكوس الطباع، وفساد الأوضاع، والإخلاد إلى سفاسف الشرور والفجور، فلا يبالي بما فعلت أو فعل بها شبه الحيوان، فلا تستحيي من الله، ولا من خلقه، ولا ترغب في أن يبقى لها شرف أو ذكر جميل تذكر به في حياتها أو بعد وفاتها، وهذا معنى قول النبي ﷺ: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»[353].
نهى القرآن نهيًا صريحًا عن إبداء النساء زينتهن لغير أزواجهن أو محارمهن، ومن المعلوم أن المرأة في حالة هذا الاختلاط، ستظهر محاسنها ومفاتن جسمها، فتبدي يديها إلى قرب العضد، وبها أسورة الذهب، وساعة الذهب، وتبدي رجليها إلى نصف الساق، وتكشف عن رأسها، ورقبتها وقلائدها، وحلق الآذان، ولن تذهب إلى هذا المجتمع إلا بعد تكلفها بتجميل نفسها من الأصباغ والأدهان العطرية، لعلمها أن الشباب سينظرون إليها، فهل يشتبه على عاقل بعد هذا تحريم إبداء هذه الزينة مع الرجال الأجانب، إذ لا محل للتردد في تحريم هذا العمل وتحريم التعاون عليه، وتحريم المساعدة لأهله، بل ولا في تحريم إقرارهم عليه، والسكوت عن الإنكار عليهم، ولا حاجة إلى تطويل الكلام قي مفاسده، وما يؤول إليه، فإنها بديهة بطريق العقل والاختبار.
والمفتونون بالتقليد يعلمون من مضاره المتولدة عنه أكثر مما ذكرنا لكنهم يستحبون العمى على الهدى ﴿وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا﴾ [الأعراف: 146] فهم يفضلون ترك هذه الآداب الإسلامية، والأخلاق العربية، ويهزؤون بمن يفعلها، وبمن يخالف رأيهم في ترك كل ما يسمونه تمدنًا وتجديدًا.
عُمْي القلوب عَرَوْا عن كل فائدة
لأنهم كفروا بالله تقليدًا
إن الغيرة على المحارم تعد من شيم ذوي الفضائل والمكارم، فالغيور مهاب، ومن لا غيرة فيه مهان، والغيرة الواقعة في محلها، هي بمثابة السلاح لوقاية حياة الشخص، وحماية أهله، وكلما اشتد حفظ الإنسان لصيانة نفسه وأهله، قويت غيرته، واشتدت شكيمته، بحيث لا تمشي بواديه الأراجيل.
وكلما كثرت ملابسته للقبائح، وخاصة الزنا وتوابعه، فإنها تنطفئ من قلبه حرارة الغيرة، فلا يستنكر معها فعل القبيح، لا من نفسه ولا من أهله، بل ربما يلطف فعل الفاحشة ويزينها لغيره، كما يفعل الديوث الذي يقر السوء في أهله، ولهذا صارت الجنة عليه حرامًا، كما ثبت بذلك الحديث أن النبي ﷺ قال: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ»[354]. والديوث هو الذي يقر أهله على عمل السوء؛ لأن من يهن في نفسه وأخلاقه، فإنه يسهل عليه الهوان.
فالفاسدة أخلاقهم وبيوتهم، يحبون أن تفسد أخلاق الناس وبيوتهم، لينطفئ بذلك عارهم، ويختفي ذلهم وصغارهم، فمثل هؤلاء يحبون أن تشيع الفواحش في بلدهم. والغيرة من الدين، ومن لا غيرة له لا دين له؛ لأن من لوازم عدم الغيرة الرضاء بانتهاك حدود الله ومحرماته.
إن الرجل العاقل، والمفكر الحازم، يجب عليه أن يراقب العواقب، وأن يقابل بين المصالح والمفاسد، فإن لهذه القضية ما بعدها، إذ المنكرات يقود بعضها إلى بعض، وحتى تكون الآخرة شرًّا من الأولى، فعند نجاح القائلين بإباحة الاختلاط، فإنه يقودهم إلى المطالبة بإباحة الرقص، ثم المطالبة بإعطاء المرأة كمال حريتها تتصرف بنفسها كيف شاءت، ليس لزوجها ولا لأبيها عليها من سلطان، كفعل المرأة الأوروبية، وكأن هذا هو هدفهم الأكبر، وبعمله يعملون.
أيها العقلاء: اعتبروا وفكروا واعلموا بأن المسلمين إنما نكبوا في مجتمعهم، وأخلاقهم بعد ما نكبوا في نظام عائلتهم، وفساد تربيتهم لنسائهم، وأبنائهم التربية الدينية الصحيحة، المبنية على التحلي بالفضائل، والتخلي عن منكرات الأخلاق والرذائل.
وبسبب إهمالهم لحسن تربيتهم، وفساد تعليمهم، ساءت طباعهم، وفسدت أوضاعهم، وأخذوا يتناسون التعاليم الإسلامية والأخلاق العربية؛ لأنه إذا ساء التعليم، ساء العمل، وإذا ساء العمل، ساءت النتيجة ﴿وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيًۡٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [المائدة: 41].
فهذه نصيحتي لكم، قصدت بها نفعكم، ودفع ما يضركم، والله خليفتي عليكم، واستودع الله دينكم وأمانتكم، واستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[347] من دائرة المعارف - فريد وجدي جـ 8 ص639. [348] ص481 مجلد 4 من (مجلة المنار). [349] نشرت في مقالة عنوانها: الرجال والنساء ص481 من (مجلة المنار) المجلد 4. [350] ص482 من (مجلة المنار) المجلد 4. [351] من حديث عبد الله بن عمر. [352] رواه مسلم من حديث عمران بن حصين. [353] من حديث رواه البخاري عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري. والحديث «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا ...». [354] رواه أحمد واللفظ له والنسائي والحاكم وقال: صحيح الإسنادك: «ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ».