(5) انحراف الشباب عن الدين والتحاقهم بالمرتدين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين.
أما بعد:
فإن الدين الخالص المبني على العلم الصحيح الراسخ لن يرتد عنه أحد سخطة له ورغبة عنه إلى غيره، كما في سؤال هرقل لأبي سفيان حين سأله عن صفة رسول الله وعن صفة أتباعه فقال: هل يرتد أحد منهم عن دينه سخطة له؟ قال: لا. قال: فكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب[119]. وفي صحيح مسلم عن العباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَرَسُولًا». وفي الصحيحين عن أنس أن النبي ﷺ قال: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
لأن المسلم العاقل لا يرضى ولا يختار أن يخرج من النور إلى الظلمات، ودين الإسلام هو دين النور ودين السعادة والسيادة والسلام، ودين العزة والقوة والنظام المطهر للعقول من خرافات البدع والضلال والأوهام. دين صالح لكل زمان ومكان، قد نظم أحوال الناس أحسن نظام. دين العدل والمساواة في الحدود والحقوق والأحكام. دين يطبع في القلب محبة الرب ومحبة الفرائض والفضائل والتنزه عن منكرات الأخلاق والرذائل، فهو دين الفطرة السليمة والطريقة المستقيمة.
[119] أخرجه البخاري من حديث أبي سفيان بن حرب.