متقدم

فهرس الكتاب

 

سبب ضعف المسلمين الآن

فلو أن الناس آمنوا بتعاليم دين الإسلام وانقادوا لحكمه وتنظيمه، ووقفوا عند حدوده ومراسيمه، لصاروا به سعداء؛ لأنه يهدي للتي هي أقوم. وإنما ضعف المسلمون في هذه القرون الأخيرة وساءت حالهم وكثر المرتدون من أولادهم، كل هذا من أجل أنه ضعف عملهم بالإسلام وساء اعتقادهم فيه، وصار فيهم منافقون يدعون إلى نبذه وإلى عدم التقيد بحدوده وحكمه، ويدعون إلى تحكيم القوانين بدله، لكون القوانين تبيح لهم الربا والزنا وشرب الخمور، وتبيح لهم الرقص والخلاعة والسفور. قد ضربهم من الجهل سرادق، ومن الغباوة إطباق، وغرهم بالله الغرور. تالله لقد سلكوا شعاب الضلالة وسقطوا في هوة المذلة التي ساقهم إليها ودلهم عليها صريح الجهل وسفالة الأخلاق ومجالسة الفساق.

إن العلم الراسخ في القلب المبني على خشية الرب هو أعظم نافع وأقوى رادع لما يعرض للشباب في حياتهم من فتن الشبهات والتشكيكات وفساد الاعتقادات التي تزيغ المسلم عن عقيدته السليمة وطريقته المستقيمة؛ ثم تقوده إلى الإلحاد والتعطيل والزيغ عن سواء السبيل.