[قول شيخ الإسلام: إن التوكل لا يكون إلا مع الأخد بالأسباب وإلا صار توكله عجزا]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن التوكل إنما يكون مع الأخذ بالأسباب، وإن ترك الأسباب بدعوى التوكل لا يكون إلا عن جهل بالشرع أو فساد في العقل، فالتوكل محله القلب، والعمل بالأسباب محله الأعضاء والجوارح، والإنسان مأمور بالأسباب، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ﴾ [النساء: 71] وقال: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60] وقال: ﴿فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ﴾ [الملك: 15] وقال لنبيه لوط: ﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ﴾ [هود: 81]. وقال لنبيه موسى: ﴿فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ٢٣﴾ [الدخان: 23] انتهى.
فالرسل دينهم الأمر والعمل مع إيمانهم بالقضاء والقدر، فالأنبياء وأتباعهم يحاربون القدر بالقدر، ويحكمون الأمر على القدر، ويقولون: إن القدر لا يمنع العمل ولا يجب الاتكال عليه، والنبي ﷺ قال: «اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»[16].
[16] متفق عليه من حديث علي رضي الله عنه.